17 - 07 - 2024

صهوة| هامش فى تاريخ الباليه

صهوة| هامش فى تاريخ الباليه

البلد دى كانت أحسن من باريس ، كانت الموضة تنزل هنا قبل ماتنزل باريس ،،الشوارع كانت نضيفة والمحلات فخمة والناس كانوا مؤدبين ..الناس يبصوا علينا ليه ؟ يبصوا على البلد الل باظت أحنا فى زمن المسخ

الحقيقة أن هذا المشهد الرائع من فيلم عمارة يعقوبيان هو أقوى المشاهد المؤثرة واذكر أنه فى وقت عرض الفيلم كان يثير حماس المشاهدين وينال تصفيقا حادا من الحضور  مما يعنى أنه بكل الصدق لخص ما نحن فيه وما نود تغييره لو أردنا ...

هذا المشهد أول ما خطر على بالى وأنا أتابع فيلم وثائقى تحت عنوان " هامش فى تاريخ الباليه " عرضته قناة البى بى سى ، فيلم لا تستطيع أن تبرح مكانك لحظة وانت تشاهده ولكنه للاسف ترك مساحة من الحزن فى نهايته لأن الطبيعى أن الأمور فى العالم تسير إلى الأمام وتتطور بمضى الزمن ،أما أحوالنا فتؤكد أننا كلما نظرنا إلى الخلف أو عدنا إلى الماضى خجلنا مما نحن فيه من تدهور .

فى الفيلم إمرأة راقية أنيقة وجميلة جدا  تتحدث الإنجليزية بطلاقة كانت إحدى فراشات مدرسة البالية فى الخمسينيات " ماجدة صالح " التى تقيم فى نيويورك حاليا ، تحكى قصتها مع زميلاتها وكيف اتجهن إلى عالم الباليه وتخرجن عام 1965 وكن يحظين بالاحترام والأهتمام الشديد فى ذلك الوقت حتى أن وزير الثقافة الاستاذ ثروت عكاشة كان يحضر البروفات .

  على لسان كل من  الباليرينات الأوائل كانت الحكاية: نادية حبيب وعلية عبد الرازق وودود فيظي وديانا حاكاك، يروين من خلالها قصة ذلك الفن، منذ افتتاح مدرسة الباليه في الخمسينيات، ووصول معلمين روس، وانتقال المدرسة من موقع لآخر دون أن يكون لها مكانها الخاص، حتى تأسيس أكاديمية الفنون عام 1958، وتخصيص مبنى للمعهد العالي للباليه.

تحكى السيدة ماجدة صالح تاريخ العروض فى مصر فى ذلك الوقت وكيف كانت تنال الاهتمام فى المجتمع الراقى ،وتناولت قصة حريق الاوبرا ولم تتمالك دموعها وهى تحكى كيف تم حرق بيت الموسيقى والفن والبالية وكيف أحتشد الناس لمشاهدة ألسنة اللهب تمتد لتأكل جزءا من مصر .

بعد ذلك سافرت هى وأخريات للمشاركة مع البلوشوى أشهر فرقة فى العالم لتقديم عروض الباليه " دون كيشوت، بحيرة البجع، كسارة البندق"

الفيلم يلقى الضوء على فترة زاهية من تاريخ الفن فى مصر ، يستحق الأمر أن نتوقف ونمعن النظر ونتطلع إلى مصر غير تلك التى عمد البعض إلى تشويهها ويتأمر حولها كثير من المغرضين ، دعونا نتساءل لماذا لا نحاول أن تعود منارة الشرق كما كانت وأفضل فى الفن والادب والطب والتاريخ ؟!!!

مقالات اخرى للكاتب

إكسسوارات جديدة تحمل اسم بول سميث ومانشستر يونايتد